"المركز": تراجع السوق السعودي يؤثر سلباً على أسواق دول مجلس التعاون الخليجي عدا الكويت

10/11/2019

قال المركز المالي الكويتي "المركز" في تقريره الشهري حول أسواق دول مجلس التعاون الخليجي أن أداء معظم الأسواق، ما عدا الكويت، استمر في التراجع للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر بعد عمليات البيع في المملكة العربية السعودية. وقد كان انخفاض الأسهم السعودية خلال الشهر مدفوعاً بتخفيض وكالة فيتش للتصنيف الائتماني للبلاد بسبب المخاطر الجيوسياسية المتزايدة وتداول الأخبار غير المؤكدة حول تاريخ الاكتتاب العام الأولي في أرامكو السعودية.

وقد كسر مؤشر سوق الكويت العام سلسلة خسائره التي استمرت لمدة شهرين مُسجلاً مكاسب بنسبة 0.7% خلال شهر أكتوبر. وساهم تحسن الكويت في التنافسية العالمية وسهولة القيام بتصنيفات تجارية في الشعور الإيجابي لدى المستثمرين، وهو ما ساعد على تلك القفزة. ومن بين الشركات القيادية برزت "زين" و "أجيليتي" كأكبر الرابحين، متفوقتان على نظائرهما في البنوك. وارتفعت أسهم  "زين" و "أجيليتي" بنسبة  5% و 4.3% على التوالي في أكتوبر. كما كان قطاع الخدمات الاستهلاكية الأفضل أداءً في الكويت، حيث ارتفع بنسبة 6.0% خلال هذا الشهر، في حين كان قطاع السلع الاستهلاكية هو الأسوأ أداءً،حيث خسر 6.4 %. وعلى الرغم من الأداء الباهت في أكتوبر، بقيت أسهم القطاع المصرفي الأفضل أداءً منذ بداية عام 2019، حيث سجل مؤشر البورصة الكويتية مكاسب سنوية بلغت 12.6% في نهاية شهر أكتوبر.

وأشار تقرير "المركز" أنه على المستوى الإقليمي، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز المركب الخليجي بنسبة 2.6 % لهذا الشهر بسبب تراجع الأسواق السعودية. وقد كانت أبوظبي الأفضل أداءً في شهر أكتوبر مسجلة أرباح نسبتها 1.0% يليها الكويت والبحرين اللتان ارتفعت مؤشراتهما بنسبة 0.7 % و 0.4 % على التوالي. وأنهت المملكة العربية السعودية ودبي وقطر وسلطنة عمان شهر أكتوبر بتراجع نسبته 4.3 % و 1.2 % و 1.7 % و 0.4 % على التوالي. وفي وقت سابق من هذا الشهر، تأثرت معنويات المستثمرين في الأسواق السعودية بقرار وكالة فيتش لخفض التصنيف الائتماني للمملكة العربية السعودية من A + إلى A مشيراً إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية. وعلاوة على ذلك، أدى تداول الأخبار المتعلقة بالتاريخ المحتمل للاكتتاب العام الأولي في المملكة العربية السعودية إلى عمليات بيع قريبة من نهاية الشهر، حيث قام المستثمرون بتصفية ممتلكاتهم في الأسهم الأخرى لإفساح المجال لبيع الأسهم التي طال انتظارها في أرامكو السعودية. وبالتالي، تراجعت الأسواق السعودية خلال شهر أكتوبر لتلغي مكاسبها السنوية، حيث أغلقت الشهر بخسائر منذ بداية العام بلغت 1.1 %.

وصرح تقرير "المركز" بأنه من بين الشركات الخليجية القيادية في دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء الكويت، كان مصرف الريان وبنك أبوظبي الأول من بين أكبر الرابحين لهذا الشهر، حيث ارتفعت أسعار أسهمها بنسبة 5.9% و1.2% على التوالي.

وكان أداء أسواق الأسهم العالمية إيجابيًا إلى حد كبير، حيث ارتفع مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال مسجلاً أرباح نسبتها 2.6 %. وواصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسبه ليرتفع إلى 21.5 % منذ بداية عام 2019، بعد ارتفاع بنسبة 2.0 % في أكتوبر ليلامس مستويات قياسية في 30 أكتوبر بعد أن قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة ليتراوح بين 1.50 % إلى 1.75 %. ومع ذلك، أشار البنك المركزي إلى أنه قد يتوقف مؤقتًا عن التسهيل. كما أثرت المخاوف المحيطة بإبرام صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أسواق المملكة المتحدة، حيث أغلق مؤشر فوتسي 100 بنسبة أقل خلال شهر أكتوبر عند 2.2%. وشهدت الأسواق الناشئة شهرًا إيجابيًا، حيث سجلت مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال للأسواق الناشئة (MSCI EM) مكاسب شهرية بلغت 4.1%.

وتراجعت أسواق النفط بعد التذبذب الذي شهدته في الأشهر الأخيرة، حيث تم تداولها في نطاق ضيق بين 56 إلى 62 دولارًا للبرميل خلال شهر أكتوبر. وأغلقت أسعار النفط عند 60.6 دولارًا للبرميل، وهو أقل بنسبة 0.9% عن شهر سبتمبر. وقد أدى التفاؤل المحيط بتقدم صفقة التجارة بين الولايات المتحدة والصين إلى تخفيف المخاوف مؤقتًا على جانب الطلب. إلا ان أوبك قد واصلت خفض توقعاتها للطلب للشهر الثالث على التوالي، مُشيرة إلى أن الطلب الصادر من منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية أضعف من المتوقع.

Arab.png