المركز": ارتفاع مستوى السيولة قبيل إدراج السوق الكويتية في مؤشر فوتسي وتراجع المؤشر العام 0.83% خلال الشهر"

02/10/2018

أشار تقرير المركز المالي الكويتي "المركز" عن أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن أداء السوق الكويتية استمر في جذب الأضواء في شهر سبتمبر، وذلك مع ترقب المستثمرين تنفيذ خطوات إدراجها في مؤشر فوتسي راسل للأسواق الناشئة، وهو ما تحقق في 24 سبتمبر بصورة رسمية. وشهدت السوق ارتفاعاً لافتاً في حجم السيولة خلال جلسة 30 سبتمبر. وعلى الرغم من ذلك، كان مجمل أداء سوق الأسهم الكويتية على مدار الشهر معتدلاً، ونجحت في الحفاظ على مكاسب سنوية نسبتها 8.8%. وبالرغم من إتمام إدراج السوق في مؤشر فوتسي راسل للأسواق الناشئة، إلا إن المؤشر العام للأسهم تراجع بنسبة 0.83% خلال الشهر، خاصة وأن الآثار الإيجابية لذلك الإدراج تحققت بالفعل لدى المستثمرين خلال التحضير له. وكان سهم بنك بوبيان على رأس الأسهم القيادية التي حققت مكاسباً، وارتفع بما نسبته 6.8% خلال الشهر، في حين تراجع سهم زين بنسبة 0.2% من قيمته في سبتمبر.

وذكر تقرير "المركز" أن مؤشر ستاندرد آند بورز لدول مجلس التعاون الخليجي ارتفع بنسبة 0.2% هذا الشهر، مما رفع المكاسب الإجمالية لهذا العام إلى 9.8%. وقد ساهم انتعاش أداء السوق السعودي وسوق دبي في نهاية الشهر في هذا الأداء الإيجابي للمؤشر. وكان مؤشرا سلطنة عمان والسعودية الأفضل أداءً خلال الشهر بارتفاع نسبته 2.8% و0.65% على التوالي. ومن جهة أخرى، كان مؤشر سوق أبو ظبي الأسوأ أداءً بتراجع نسبته 1.0%. وكان لخفض ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيف الائتماني لشركتين مملوكتين للدولة في دبي، بالإضافة إلى تباطؤ قطاع العقارات، أثره السلبي على أسواق الأسهم في دبي، الأمر الذي رفع من خسائرها إلى 15.9% خلال العام. وعلى الرغم من الانتعاش الطفيف في الأسواق الخليجية في نهاية سبتمبر، ظل أداءَ الشهر هو الأسوأ خلال العام. وبقيت السوق القطرية أفضل أسواق الأسهم الخليجية أداءً في العام 2018، بالرغم من انخفاض مؤشرها العام خلال الشهر بنسبة 0.7%.

وأضاف التقرير أن بنك أبو ظبي التجاري وبنك بوبيان كانا الأفضل أداءً بين الشركات القيادية الخليجية، حيث ارتفع سهم كلاً منهما بنسبة 12.8% و6.8% خلال الشهر على التوالي. وكان للإعلان عن اندماج ثلاثي، يضم بنك أبو ظبي التجاري تمهيداً لتدشين خامس أكبر بنك في دول مجلس التعاون الخليجي، أثره الإيجابي الكبير في أوساط المستثمرين، حيث ارتفع سهم الشركة الذي انفرد بتلك النتائج الإيجابية مقارنة ببقية الشركات القيادية في الإمارات، والتي حققت نتائج سلبية خلال سبتمبر. وكانت الشركة السعودية للكهرباء الأسوأ أداءً بين الشركات القيادية، حيث انخفض سهمها بنسبة 11.3% خلال الشهر، لترتفع خسائرها منذ بداية العام وحتى تاريخه إلى 23.9%.

وذكر التقرير أن سعر خام برنت وصل حالياً إلى 82.7 دولاراً للبرميل، بارتفاع نسبته 23.7% خلال العام. وكانت المخاوف من محدودية العرض بسبب العقوبات الأمريكية على إيران والزيادة في الطلب على النفط من العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية. ومن المفترض أن يوفر هذا الارتفاع القوي في سعر النفط الدعم المالي اللازم لدول مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من أن العديد من الدول لا تزال تطبق سعر النفط المتعادل عند نقطة أعلى من السعر الفوري الحالي.

اتجاهات السوق

ويتم الآن رسم الخطوط العريضة لخطة اندماج بنك أبو ظبي التجاري ونظيريه المحليين: بنك الاتحاد الوطني، وبنك الهلال المتوافق في معاملاته مع الشريعة الإسلامية. وقد جذبت أنشطة الاندماج والاستحواذ الأضواء هذا الشهر، خاصة مع تواتر أنباء حول إمكانية اندماج كيانين من أكبر الكيانات الخليجية في قطاع النقل الجوي؛ وهما طيران الإمارات والاتحاد للطيران. ومع ذلك، فلا يوجد أي تأكيد رسمي من أي من الطرفين بشأن إمكانية إتمام هذه الصفقة.

وعلى صعيد آخر، استمرت أزمة التعرفة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين؛ حيث فرضت الأولى رسوما جمركية على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار، في حين ردت الصين بفرض تعرفة جمركية على نحو 60 مليار دولار من الصادرات الأمريكية إلى الصين. ولم تثمر المفاوضات بين الجانبين عن أي نتيجة إيجابية حتى الآن، وإن كان المحللون يأملون في أن تشهد فترة ما بعد انعقاد الانتخابات النصفية الأمريكية تراجعاً كبيراً في حدة تلك المواقف. وفي الوقت الحالي، تواجه الصين ومعها بقية الأسواق الناشئة الأخرى تراجعاً لافتاً في الأداء، حيث تراجع مؤشر شانغهاي بنسبة 14.7% لهذا العام، وانخفض مؤشر الأسواق الناشئة بنسبة 9.5%، بينما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الكلي ارتفاعاً بنسبة 9% لهذا العام. ويعد فرض التعريفات الجمركية في خضم اقتصاد العولمة خطوة إلى الوراء، وسوف يسفر عن انخفاض معدلات النمو الاقتصادي العالمية.