أطلق المركز المالي الكويتي "المركز" مؤخراً تقريراً حول قطاع الموانئ في المملكة العربية السعودية، ويأتي هذا التقرير ضمن سلسلة أبحاث "المركز" حول البنى التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تتضمن إلى جانب هذا التقرير دراسات عن البنى التحتية للكهرباء، والمطارات، والطرق وسكك الحديد، وتكنلوجيا المعلومات والاتصالات، والمياه. ويتناول التقرير قطاع الموانئ في السعودية من ثلاث نواحي تشمل أنماط العرض والطلب، ودوافع النمو، ومواطن الاستثمارات المستقبلية.
يشير تقرير "المركز" إلى أن الموقع الاستراتيجي للسعودية يمنحها منافذ استراتيجية على خطي نقل رئيسين وهما الخليج الممتد من المحيط الهندي، والبحر الأحمر الذي يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي مروراً بقناة السويس، وتتمتع السعودية بتسعة موانئ شهدت معدل نمو سنوي مركب بنسبة 9% خلال الفترة بين عام 2004 وعام 2011 ليرتفع حجم المرور فيها من 3 ملايين وحدة مكافئة لعشرين قدم إلى 6 ملايين وحدة مكافئة لعشرين قدم، وتُدير المؤسسة العامة للموانئ التابعة للحكومة السعودية جميع موانئ المملكة، وتقوم بتأجير كل محطة بضائع في هذه الموانئ بشكل منفصل لمستثمر من القطاع الخاص.
ويصنف ميناء جدة وهو أكبر ميناء في السعودية في المرتبة 27 ضمن أكبر 50 ميناء للحاويات في العالم حيث تمر من خلاله 4 ملايين وحدة مكافئة لعشرين قدم، ويعتبر ميناء الدمام ثاني أكبر ميناء في السعودية وتمر من خلاله 1.5 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدم، وبلغ الحجم الإجمالي للشحن في موانئ السعودية إلى ذروته في عام 2008، إلا أنه تراجع في العامين التاليين، وعاود إجمالي حجم الشحن ارتفاعه في عام 2011 ليصل إلى 95 مليون طن، ويعتبر الشحن السائل الذي يحتوي معظمه على النفط أهم أنواع الشحن في السعودية ويليه الشحن الصلب. كما تحتوي موانئ جدة وجيزان وينبع على محطات مسافرين للحجاج.
حجم الحاويات في الموانئ السعودية
المصدر: المؤسسة العامة للموانئ- السعودية، أبحاث "المركز"
كما يشير تقرير "المركز" إلى عدم تواجد مناطق تجارية حرة رئيسية إلى جانب منطقة الإيداع وإعادة التصدير (تصدير)، وفي حين تسعى السعودية إلى بناء أربع مدن اقتصادية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتنويع الاقتصاد، تزداد ضرورة استثمار المملكة بتنمية موانئها لتستوعب ارتفاع الصادرات من المنتجات غير النفطية ولجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المدن الاقتصادية، والمناطق التجارية الحرة، والمدن الصناعية المتاخمة للموانئ السعودية.
وتقوم السعودية حالياً ببناء ميناء في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وميناء آخر في مدينة جازان الاقتصادية، وانطلق مشروع "ميناء الألفية الجديدة" في مدينة الملك عبدالله في عام 2010 بتكلفة 6 مليار دولار أمريكي ومن المتوقع استكماله من خلال مرحلتين بحلول عام 2019، و من المنتظر انتهاء مرحلته الأولى في عام 2013 ليبدأ تشغيله بطاقة استيعابية تبلغ 3.8 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدم، أما المرحلة الثانية من المشروع فسيتم استكمالها في عام 2019 لتضيف 6 ملايين وحدة مكافئة لعشرين قدم، ليصبح إجمالي الطاقة الاستيعابية "لميناء الألفية الجديدة" 10 ملايين وحدة مكافئة لعشرين قدم.
كما تقوم السعودية بتوسعة ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام من خلال إضافة محطة نقل بضائع جديدة لترفع الطاقة الاستيعابية للميناء إلى 3 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدم، ومن المنتظر استكمال مشروع التوسعة في عام 2015 كما هو مخطط له، ويأتي هذا المشروع في وقت تشهد فيه ميناء الدمام ازدحاماً ملحوظاً حيث أنه الميناء الوحيد المربوط بسكة الحديد التي تصل الدمام ومنفذها البحري إلى المدن الصناعية.
-النهاية-
###
نبذة عن المركز المالي الكويتي "المركز"
تأسس المركز المالي الكويتي (ش.م.ك) "المركز" في العام 1974 ليصبح احد المؤسسات المالية العريقة على مستوى منطقة الخليج العربي في مجالي إدارة الأصول والاستثمارات المصرفية. ويدير "المركز" الآن أصولاً مجموعها 903 مليون دينار كويتي كما في 31 ديسمبر 2012 (3.2 مليار دولار أمريكي). وقد تم إدراج "المركز" في سوق الكويت للأوراق المالية في العام 1997 .