المركز أداء مختلط لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

19/07/2016

أصدر المركز المالي الكويتي "المركز" مؤخرًا تقريره الشهري عن دراسات الأسواق والذي تناول فيه دراسة وتحليل أداء أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأسواق الأسهم العالمية لشهر يونيو.

وأشار التقرير أن أداء أسواق المنطقة في شهر يونيو كان متفاوتًا، حيث أنهت معظم الأسواق الشهر على تراجع، باستثناء أبوظبي (5.8%)، وقطر (3.6%)، والمملكة العربية السعودية (0.8%)، والبحرين (0.6%). وكان نشاط التداول هادئاً نسبياً نتيجة للتباطؤ الذي شهده شهر رمضان المبارك، وترقب نتائج الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما حدا بالمستثمرين إلى التردد ومراقبة تطورات السوق. وأنهى مؤشرا الكويت السعر والوزني الشهر على انخفاض، حيث خسر الأول 0.7%، بينما تراجع الثاني بنسبة 1.7%، واستمر ضعف أداء سوق الأسهم الكويتية في الربع الثاني من العام 2016 بفعل استمرار الضغوط على الفائض التجاري الكويتي نتيجة انخفاض سعر النفط. وكانت السوق المصرية الأسوأ أداءً في شهر يونيو، بخسارة بلغت 6.5% مقارنةً بالأداء عند الإغلاق في الشهر السابق، واستمرت أزمة العملة في البلاد.

وأضاف التقرير أن مؤشر ستاندرد آند بورز للأسواق الخليجية قد شهد ارتفاعًا هامشيًا بنسبة 1.1% في يونيو، ليغلق عند 91 نقطة. وقد أدت ردود فعل المستثمرين العالميين على نتائج الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى تردد المستثمرين الخليجيين، وتزايدت التكهنات بشأن احتمال انتشار العدوى في أوروبا ومطالبة دول أخرى بالخروج من الاتحاد، ليتسبب ذلك في حالة من الذعر في التداول في الأسبوعين الأخيرين من شهر يونيو. وأصبح المستثمرون أكثر ميلاً لتفادي المخاطر في ظل استمرار الضبابية في الأسواق العالمية. وفيما يتعلق بالقيمة السوقية، كانت الأسواق التي شهدت ارتفاعًا في مضاعف الربحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا هي كل من المغرب (16.8 ضعفًا)، والأردن (14.2 ضعفًا)، والكويت (13.5 ضعفًا)، بينما انخفض مضاعف الربحية في أسواق كل من دبي (8.2 ضعفًا)، والبحرين (9.2 ضعفًا)، ومصر (9.6 ضعفًا)، وكان التداول فيها بخصم.

أما على صعيد الشركات الممتازة، فقد كان أداؤها متفاوتًا في شهر يونيو، وأنهى بنك أبوظبي الوطني (الإمارات) والشركة السعودية للكهرباء (المملكة العربية السعودية) الشهر على ارتفاع، بمكاسب بلغت 23.8% و18.3% على التوالي، بينما تراجع أداء كل من البنك الأهلي الكويتي وشركة المملكة القابضة بنسبة 6.3% لكل منهما في شهر يونيو. وأوصى مجلس إدارة كل من بنك أبوظبي الوطني وبنك الخليج الأول بدمج المصرفين، ما يؤدي إلى إيجاد مؤسسة مالية إقليمية ضخمة تبلغ قيمة أصولها 175 مليار دولار أمريكي. ويشكل هذا الاندماج جزءًا من خطة أبوظبي الهادفة إلى إنشاء بنك بحجم كافٍ يستطيع التنافس مع البنوك الإقليمية العملاقة، ومنها بنك قطر الوطني على سبيل المثال. ومن جهة أخرى، استدرجت الشركة السعودية للكهرباء عروضًا من شركات تطوير عالمية لبناء محطتين للطاقة الشمسية في المنطقة الشمالية من المملكة العربية السعودية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ميغاواط في كل محطة باستخدام التقنية الفوتوفلطية لتوليد الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية مباشرة.

ردود الفعل الخليجية على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

فوجئت الأسواق المالية بنتيجة الاستفتاء والقرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي. ويمكن أن يكون الإقبال الواسع على البيع في جميع القارات ولجميع فئات الأصول ناتجًا عن التوقعات الأولية الخاطئة بفوز المطالبين ببقاء بريطانيا في الاتحاد. ولم تتأثر الأسواق الخليجية نسبيًا فيما عدا أسواق الإمارات، مع خسارة مؤشر دبي 3.3%، بينما خسر مؤشر أبوظبي 1.8%. وشهد اقتصاد دبي، والذي يعتبر اقتصاد خدمات قائم على التجارة والخدمات والسياحة والعقار، تراجعًا في القيمة نتيجة تراجع سعر صرف الجنيه الاسترليني بنسبة 7.2% مقابل الدرهم الإماراتي.

وإلى جانب ذلك، فسوف يكون التأثير على النفط طفيفاً، حيث أن بريطانيا تستهلك 1.6% من مجموع الاستهلاك العالمي وتصنف في المرتبة الخامسة عشرة بين المستهلكين العالميين. غير أن التأثير الأكثر حدة يمكن أن ينشأ في حالة انتقال العدوى إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي. وسوف تنخفض أسعار الواردات من المملكة المتحدة، ومنها على سبيل المثال السيارات والمعدات الرأسمالية، إلخ. غير أن صناديق الثروات السيادية الخليجية والمستثمرين الخليجيين أصحاب الملاءة العالية يستثمرون بكثافة في السوق العقارية في لندن. وقد انفرد المستثمرون الإماراتيون بنسبة تزيد عن 20% من العقارات المشتراة لأغراض التأجير في المملكة المتحدة في العام 2015. ومن جهة أخرى، فإن الانخفاض الحاد في أسعار العقارات في بريطانيا (وعلى الأخص في لندن) يمكن أن يؤدي أيضًا إلى توظيف استثمارات خليجية جديدة في المملكة المتحدة للاستفادة من الأسعار المتدنية.

وتجري دول منطقة دول مجلس التعاون الخليجي مباحثات مع دول الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من 25 سنة، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى توقيع اتفاقية تجارة حرة بين المنطقتين. ومن المتوقع أن تعمل بريطانيا جاهدةً، بعد خسارتها لحرية الدخول إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، على توقيع اتفاقيات تجارة ثنائية. وهذا يمثل فرصة لدول الخليج العربي، وخصوصًا دبي، حيث إنها تشكل محورًا تجاريًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبوابة إلى القارة الأفريقية.

نظرة على السوق النفطية

واستمر سعر خام برنت على ما هو عليه في شهر يونيو، وأغلق عند علامة 50 دولار أمريكي للبرميل؛ وبتراجع هامشي مقارنةً بسعر الإغلاق لشهر مايو (-0.02%). وكان سعر خام برنت قد انخفض في وقت سابق من الشهر إلى أدنى مستوى له في عدة أسابيع ليصل إلى 47.16 دولار أمريكي للبرميل، مع انتشار تأثيرات القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي على الأسواق المالية. وتلت ذلك تكهنات بشأن اتخاذ دول أخرى أعضاء في الاتحاد لقرارات مماثلة، لتتأثر بذلك الأسواق في جميع أنحاء العالم، غير أن هذا لم يمنع أسعار النفط من تسجيل أكبر مكاسب ربع سنوية لها (25.5%) منذ سبع سنوات.

نبذة عن المركز المالي الكويتي "المركز"

تأسس المركز المالي الكويتي (ش.م.ك.ع) "المركز" في العام 1974 ليصبح أحد المؤسسات المالية العريقة على مستوى منطقة الخليج العربي في مجالي إدارة الأصول والاستثمارات المصرفية. ويدير المركز الآن أصولاً مجموعها 985 مليون دينار كويتي كما في 31 مارس 2016 (3.26 مليار دولار أمريكي). وقد تم إدراج "المركز" في سوق الكويت للأوراق المالية في العام 1997.

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بـ:
الرازي البديوي
إدارة التسويق والعلاقات العامة
شركة المركز المالي الكويتي "المركز"
هاتف : 22248000  داخلي:1800
فاكس : 22498740
[email protected]