"الاثنين الأسود" يعكّر المناخ الاستثماري العالمي

07/09/2015

أصدر المركز المالي الكويتي "المركز" مؤخرًا تقريره الشهري عن دراسات الأسواق، والذي تناول فيه دراسة وتحليل أداء أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأسواق الأسهم العالمية  لشهر أغسطس.

ففي الكويت، أشار التقرير أن المؤشر السعري قد أنهى شهر أغسطس بخسارة بلغت 6.9% بينما تراجع المؤشر الوزني بنسبة 8%. ومن جهة أخرى، انخفض سعر خام برنت بنسبة 18% في أغسطس قبل أن يعود إلى الارتفاع في الأسبوع الأخير من الشهر ليغلق الشهر عند 54.15 دولار أمريكي للبرميل، أي بتحسن بنسبة 3.7%. وقد نتج انتعاش اللحظة الأخيرة عن تصريحات منظمة الأوبك التي أبدت فيها استعدادها للتحدث مع المنتجين الآخرين للوصول إلى أسعار نفط عادلة، إلى جانب تراجع الإنتاج النفطي الأمريكي، والذي انخفض بمعدل 0.1 مليون برميل يوميًا بينما تراجع عدد حفارات آبار النفط في الولايات المتحدة بنسبة 58% منذ شهر أكتوبر، وفقًا لتقديرات الإدارة الأمريكية لمعلومات الطاقة.

وأضاف التقرير أن أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تراجعت في شهر أغسطس 2015، وكانت المملكة العربية السعودية الأسوأ أداءً (-17.3%)، تلتها دبي (-11.6%)، ومصر (-11.5%)، وسلطنة عمان (-10.5%). وأدى التراجع في شهر أغسطس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى خسارة جميع المكاسب التي كانت أسواق الأسهم قد حققتها منذ بداية السنة، لينخفض أداء جميع المؤشرات اليوم إلى سلبي. وكان مؤشر عمّان (1.2%) الوحيد الذي أنهى الشهر بأداء إيجابي.

 

وذكر التقرير أن التراجع العام في أسواق الأسهم في المنطقة نتج عن الإقبال على بيع الأسهم الصينية وانخفاض أسعار النفط. وكان النشاط الصناعي الصيني قد انكمش في أغسطس بأسرع وتيرة له منذ ثلاث سنوات، ليعزز المخاوف من تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم على الرغم من تدابير الدعم الحكومية العديدة. وانخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعية في الصين الشهر الماضي إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات عند 49.7 نقطة، من 50 نقطة في شهر يوليو، ما يوحي بأن الاقتصاد الصيني يمر في طور انكماش. وإلى جانب ذلك، كان مؤشر تداول السعودي ثاني أسوأ المؤشرات أداءً في العالم في شهر أغسطس، بعد مؤشر أثينا، في أعقاب التراجع الحاد في أسعار النفط، الذي يشكل حوالي 90% من إيرادات الدولة. أضف إلى ذلك أن السياسة المالية غير الواضحة، واستمرار تراجع أسعار النفط، وخفض وكالة فيتش للتصنيف الائتماني لنظرتها من "مستقر" إلى "سلبي"، قد شكلت جميعها عوامل أسهمت في الشعور السلبي العام الذي ساد أوساط المستثمرين.

وعلى صعيد آخر، ارتفعت السيولة في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أغسطس. ونما حجم التداول بنسبة 50% بينما ارتفعت القيمة المتداولة بنسبة 56.4% مع تحسن النشاط في السوق بعد الهدوء الذي شهدته في شهر يوليو مع حلول شهر رمضان المبارك. وكانت أبوظبي والمغرب الاستثناءين الوحيدين من هذا الاتجاه العام، حيث تراجع مجموع القيمة المتداولة في أبوظبي بنسبة 34% وانخفض حجم التداول بنسبة 7%، بينما تراجعت القيمة المتداولة في المغرب بنسبة 17% وانخفض حجم التداول بنسبة 36%.

وعلى صعيد أداء الشركات الممتازة في أغسطس، كانت شركة أزدان القابضة (قطر) الوحيدة التي حققت عائدًا إيجابيًا (8.2%) بعد أن صرحت مورغان ستانلي كابيتال إنترناشونال بأنها سوف ترفع وزن أسهمها في مؤشر الأسواق الناشئة بحلول نهاية شهر أغسطس. ومن جهة أخرى، كانت الأسهم الأسوأ أداءً للشركة الكويتية للأغذية-أمريكانا (-24.1%)، ومصرف الراجحي (-17.6%)، والسعودية للصناعات الأساسية- سابك (-16.5%). وكانت أمريكانا قد أصدرت في أغسطس نتائجها المالية للربع الثاني من السنة والتي أظهرت تراجعًا حادًا في أرباحها بلغ 46% بسبب تباطؤ المبيعات خلال شهر رمضان المبارك وارتفاع التكاليف التشغيلية، بينما استمر تأثر سابك بتراجع أسعار النفط.

الإقبال على بيع الأسهم الصينية – الاثنين الأسود

ارتفع الإقبال على بيع الأسهم العالمية في الأيام الأخيرة بسبب تزايد المخاوف من أن التباطؤ الاقتصادي في الصين يمكن أن يؤدي إلى ركود عالمي. وكانت الصين قد تحولت إلى محفّز هام للنمو الاقتصادي العالمي، وهي تسهم بحوالي نصف النمو العالمي وبنسبة 15% من الناتج الاقتصادي العالمي. ويمر الاقتصاد الصيني حاليًا في مرحلة انتقالية، تتحول الصين معها من نموذج نمو قائم على الصادرات إلى اقتصاد يعتمد على الاستهلاك المحلي. ويبدو أن التباطؤ في الاقتصاد الصيني قد أدى إلى تداعيات كبيرة على المستوى العالمي، مع تراجع الأسواق في جميع أنحاء العالم متأثرةً بالبيع المحموم للأسهم الصينية. ولم تثمر محاولات السيطرة على التباطؤ الاقتصادي والتي تمثلت في (خفض البنك المركزي الصيني لمعدل الفائدة ونسبة الاحتياطي المصرفي، وخفض سعر صرف اليوان الصيني، إلخ). وعلى الرغم من عدم وجود أي تأثير اقتصادي ملحوظ على اقتصادات الدول المتقدمة، إلا أن أسواقها قد تراجعت نتيجة للشعور السلبي العام الذي ساد أوساط صناع السياسة حول العالم. وسوف يظهر التأثير الأكبر في الأسواق الناشئة والأسواق الخليجية التي تصدر السلع إلى الصين. وتستهلك الصين 57% من إنتاج النحاس العالمي، وتستورد ثلثي خام الحديد العالمي.

هذا وكانت الأسهم الصينية قد شهدت ارتفاعًا حادًا بنسبة 155% على مدى الأشهر الاثني عشر التي سبقت شهر يونيو 2015، مع تكثيف اقتراض المستثمرين الأفراد للاستثمار في السوق الصعودية. ولكن كل ذلك توقف فجأة مع وصول المؤشر في شهر يونيو 2015 إلى أعلى مستوىً له في سبع سنوات، وظهور بوادر تباطؤ اقتصادي، وتراجع في النشاط الصناعي، ومغالاة في القيم السوقية للأسهم. وفي يوم 24 أغسطس 2015، الذي أصبح يعرف الآن بيوم "الأثنين الأسود"، خسرت أسواق الأسهم الصينية جميع المكاسب التي حققتها على مدى السنة، واشتد القلق على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ما أدى إلى تراجع أسعار السلع، كالنفط الخام والنحاس، إلى أدنى مستويات لها منذ عدة سنوات.

###

نبذة عن المركز المالي الكويتي "المركز"

تأسس المركز المالي الكويتي (ش.م.ك.ع.) "المركز" في العام 1974 ليصبح أحد المؤسسات المالية العريقة على مستوى منطقة الخليج العربي في مجالي إدارة الأصول والاستثمارات المصرفية. ويدير المركز الآن أصولاً مجموعها 1.10 مليار دينار كويتي كما في 30 يونيو 2015. وقد تم إدراج "المركز" في سوق الكويت للأوراق المالية في العام 1997.

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بـ:

أسامة زيد المسلم
إدارة التسويق والعلاقات العامة
شركة المركز المالي الكويتي "المركز"
هاتف : +965 2224 8000   داخلي:1819          
مباشر : 8075 2224 965+
فاكس :    +965 2249 8740 
[email protected]