آبل: نموذج فريد لنمو قوي واعتماد على منتج واحد

12/05/2015

أصدرت شركة المركز المالي الكويتي "المركز" تقريراً مؤخراً حول الاستثمار في شركة آبل الأميركية. وتناول "المركز" في تقريره نموذج عمل شركة آبل واستدامتها. وناقش جدوى الاستثمار في الشركة بالنسبة للمؤسسات الخليجية وأصحاب الثروات الصافية في المنطقة.

وذكر التقرير أن طرح آيفون 6 وآيفون 6 بلس، في شهر سبتمبر من 2014، حقق لشركة آبل مبيعات قوية في الأسواق المتقدمة والناشئة. ووفقاً للرئيس التنفيذي في شركة آبل، تيم كوك، فإنه يتم بيع 34 ألف نسخة من آيفون كل ساعة يومياً خلال الربع الأخير من 2014، مما دفع العديد من المحللين لإجراء المقارنات. وأشار أحد المحللين إلى أنه في الربع الأخير من 2014، جنت شركة آبل أكثر مما جنته 435 شركة مدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من أرباح منذ عام 2009. بينما ذكر آخر أن قيمة مبيعات آيفون في الربع الأخير كانت أعلى بكثير من مبيعات شركتي غوغل ومايكروسوفت مجتمعتين. ويرى التقرير أن هذا النجاح الأخير الأكثر من مذهل يعود إلى الريادة التي حققتها شركة آبل للمرة الأولى في السوق الصينية من حيث عدد الوحدات المشحونة.

ومن جانب آخر، تصل الاحتياطيات النقدية وحدها في شركة آبل إلى 178 مليار دولار، أي أنها أكبر من أي شركة أخرى في العالم، وأعلى من حيث القيمة السوقية من أكثر من 480 شركة مدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500. علاوة على ذلك، تتفوق آبل على الناتج المحلي الإجمالي لكل من الكويت، وعُمان، وسوريا، وليبيا، ولبنان، والبحرين.

وأشار تقرير "المركز" أن استراتيجية نشاط الشركة ترتكز على قدرتها في تصميم وتطوير أنظمة تشغيل خاصة بها، وأجهزة وبرمجيات وخدمات التطبيقات. ويقول كبير الأعضاء المنتدبين والمحلل في قطاع التكنولوجيا في شركة إيفيركور، روب تشيرا، أن النجاح الملفت الذي حققته شركة آبل يعتمد على قدرتها في تطوير منصات وأجهزة خاصة بها. وفي حين استسلمت شركات أخرى أمام نموذج عمل شركة آبل، إلا أن الأخيرة برهنت أنها قادرة، بفضل القاعدة الصحيحة التي تعمل وفقها، أن تتفوق.

وقد استثمرت شركة آبل في متاجر التجزئة والمتاجر الإلكترونية الخاصة بها. وتملك شبكة توزيع وسيطة قادرة على الوصول إلى عدد أكبر من العملاء وتغطيتهم بخبرات الدعم والمبيعات بكفاءة. ويهيمن هاتف آيفون الذكي على إيرادات الشركة، إذ ساهم خلال الأعوام القليلة الماضية بنسبة تزيد عن 50%، في حين تصل النسبة اليوم إلى 69%. وبعد إطلاق السلسلة الأخيرة من آيفون، ارتفع عدد الوحدات المباعة منه بشكل كبير من 39.3 مليون في الربع الثالث من 2014 إلى 74.5 مليون نسخة في الربع الأخير من العام ذاته، أي بارتفاع وقدره 90%. وفي الوقت ذاته، ارتفعت إيرادات الشركة من بيع آيفون بنسبة 116%، بارتفاع بلغ من 23.7 مليار دولار إلى 51.2 مليار دولار خلال الفترة ذاتها.

ويتساءل التقرير هنا عن سر قدرة شركة آبل على جني كل هذه الأرباح، في وقت يهيمن منتج واحد فقط على أكثر من 50% من مبيعاتها. ويشير التقرير إلى أن الإجابة تكمن في هامش الربح القوي. إذ تساوي القيمة الكامنة في هاتف آيفون 6 (649 دولار) أو آيفون 6 بلس (749 دولار) أكثر من 3.2 مرة، و3.5% مرة على التوالي، من تكلفة مكوناتها الفردية وأجرة العامل أثناء تصنيعه.

ويتساءل المحللون إلى أي مدى يمكن أن يستمر نموذج الإيرادات هذا، لاسيما وأن قرابة 70% من مستخدمي الهواتف النقالة في أميركا ودول غرب أوروبا يملكون هواتف ذكية. ووفقاً للمحلل في شركة بوسطن غروب بارتنرز للاستشارات، كولين غيلز، فإنه من المرجح أن يتراوح نمو مبيعات الهواتف الذكية ما بين 5% إلى 10%. ولكن بالنظر إلى شريحة الأجهزة اللوحية الذكية، فقد انخفضت الحصة السوقية لشركة آبل من 29% في 2013 إلى 23% في 2014. أما الجيل الآخر من المنتجات، فيعاني من تحديات أخرى. فالساعات الذكية التي طرحتها شركة آبل لم تحظَ بانطلاقة قوية. ولا يزال الإقبال العالمي على خدمة آبل باي (Apple Pay) غير واضح.

وفي حين يعد الاعتماد المتزايد على منتج واحد مصدر للقلق، إلا أن الشركة شهدت مؤخراً ارتفاعاً في حجم مبيعاتها في الأسواق الناشئة. وهناك مجال للنمو في أسواق الهواتف الذكية العالمية الأخرى. إلا أن المستهلكين لديهم اليوم طيف واسع من الهواتف الذكية كي يختاروا بينها، من ضمنها بلاك بيري، وهواتف أندرويد الذكية من سامسونج وإل جي، وأجهزة أخرى بكلفة أقل مثل Lenovo، وMicromax، وXiaomi. وفي حين أنه من المتوقع أن ينمو سوق الهواتف الذكية بمعدلات مضاعفة، إلا أن معظم معدلات النمو ستكون باتجاه المنتجات ذات الأسعار المنخفضة إلى المتوسطة، على عكس آيفون الذي يلبي سوقاً ذو مستوى أعلى ويزداد تشبعاً.

ولكن قدرة شركة آبل على دمج خدماتها ضمن العديد من المنصات والأجهزة لا يزال يواصل دفع أداء الشركة، والتفوق على نظرائها في السوق.

وتكمن تنافسية شركة آبل في جودة منتجاتها الواضحة، التي تساعدها على دخول شرائح سوقية جديدة مثل (التلفزيون، الهواتف الذكية، الساعات الذكية، أنظمة الدفع). ولا تزال منتجات آبل تحظى بجودة تضمن تفوق أرباحها أمام منافسيها الذين يطرحون منتجاتهم بكميات كبيرة. وتنطوي قوة الشركة في بيع أجهزة استثنائية بهوامش عالية في سوق الهواتف الذكية غالية الثمن. وتعزز الشركة منتجاتها بتكامل رأسي مع منتجات أخرى للعلامة (ماك، آي باد، وغيرها)، وعبر بيع المحتوى في (App Store، وiTunes وغيرها). ويعتقد الكثيرون أن نجاح شركة آبل يعود إلى النظام الذي تقدمه من ضمن خدماتها الأخرى. فأثناء إعلان الشركة عن السلسلة الأخيرة من هواتف آيفون، أشار الرئيس التنفيذي في آبل، تيم كوك إلى أن هذا المنتج ليس عبارة عن مجموعة من الخصائص مجمعة بشكل مستقل، بل أن كيفية عمل هذه المميزات مع بعضها هو ما يقدم تجربة مميزة لمستخدمي أبل. وسيعتمد التوجه المستقبلي للشركة على التكيف مع خدمة (Apple Pay) ومع المنصات الأخرى مثل (التلفزيون، والسيارة، وغيرها) التي يمكن إدخالها في نظام آبل. وعلى المديين القصير إلى المتوسط، ستواصل شركة آبل تقديم قيمة مميزة، وستسعى إلى تعزيز قوة علامتها التجارية. وسواء كانت سهماً أو جزءا من صندوق أسهم مشتركة، فإن الاستثمار في شركة آبل يعد فكرة جيدة بالنظر إلى السياق التاريخي أو عند قياسها بتوصيات المحللين. وكما يقول طوني ساكوناغي، من شركة بيرنشتاين للأبحاث: "لا يزال هناك المزيد من فرص النمو والربح في الأفق".

Pic-1_5.jpg
Pic-2_4.jpg

نبذة عن المركز المالي الكويتي "المركز"

تأسس المركز المالي الكويتي (ش.م.ك.ع.) "المركز" في العام 1974 ليصبح أحد المؤسسات المالية العريقة على مستوى منطقة الخليج العربي في مجالي إدارة الأصول والاستثمارات المصرفية. ويدير المركز الآن أصولاً مجموعها 1.08 مليار دينار كويتي كما في 31 ديسمبر 2014 (3.71 مليار دولار أمريكي). وقد تم إدراج "المركز" في سوق الكويت للأوراق المالية في العام 1997.

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بـ:

أسامة زيد المسلم
إدارة التسويق والعلاقات العامة
شركة المركز المالي الكويتي "المركز"
هاتف : +965 2224 8000   داخلي:1819          
مباشر : 8075 2224 965+
فاكس :    +965 2249 8740 
[email protected]